کد مطلب:263332 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:326

من کتاب له الی اسحاق بن اسماعیل النیسابوری
»سترنا الله و ایاك بستره، و تولاك فی جمیع أمورك بصنعه، فهمت كتابك یرحمك الله، و نحن بحمد الله و نعمته أهل بیت نرق علی أولیائنا، و نسر بتتابع احسان الله الیهم، و فضله لدیهم، و نعتد بكل نعمة ینعمها الله تبارك و تعالی علیهم، فأتم الله علیك یا اسحاق و علی من كان مثلك - ممن قد رحمه الله و بصره بصیرتك - نعمته



[ صفحه 287]



و قدر تمام نعمته دخول الجنة، و لیس من نعمة و ان جل أمرها، و عظم خطرها، الا و الحمد لله تقدست أسماؤه علیها مؤد شكرها، فأنا أقول: الحمد لله أفضل ما حمده حامد الی أبد الأبد، بما من الله علیك من رحمته، و نجاك من الهلكة، و سهل سبیلك علی العقبة، و أیم الله انها لعقبة كؤود، شدید أمرها، صعب مسلكها، عظیم بلاؤها، قدیم فی الزبر الأولی ذكرها، و لقد كانت منكم فی أیام الماضی الی أن مضی لسبیله و فی أیامی هذه أمور كنتم فیها عندی غیر محمودی الرأی، و لا مسددی التوفیق، فاعلم یقیناً یا اسحاق أنه من خرج من هذه الدنیا أعمی فهو فی الآخرة أعمی و أضل سبیلاً. یا ابن اسماعیل: لیس تعمی الأبصار و لكن تعمی القلوب التی فی الصدور، و ذلك قول الله فی محكم كتابه حكایة عن الظالم اذ یقول )رب لم حشرتنی أعمی و قد كنت بصیراً قال كذلك أتتك ءایتنا فنسیتها و كذلك الیوم تنسی( و أی آیة أعظم من حجة الله علی خلقه، و أمینه فی بلاده، و شهیده علی عباده، من بعد ما سلف من آبائه الأولین النبیین، و آبائه الآخرین الوصیین علیهم أجمعین السلام و رحمة الله و بركاته، فأین یتاه بكم، و أین تذهبون كالأنعام علی وجوهكم، عن الحق تصدفون، و بالباطل تؤمنون و بنعمة الله تكفرون أو تكونون ممن یؤمن ببعض الكتاب و یكفر ببعض فما جزاء من یفعل ذلك منكم، و من غیركم الا خزی فی الحیاة الدنیا، و طول عذاب فی الآخرة الباقیة و ذلك و الله الخزی العظیم.

ان الله بمنه و رحمته لما فرض علیكم الفرائض لم یفرض ذلك علیكم لحاجة منه الیكم، بل رحمة منه - لا اله الا هو - علیكم لیمیز الخبیث من الطیب و لیبتلی ما فی صدوركم، و لیمحص ما فی قلوبكم، لتسابقوا الی رحمة الله، و لتتفاضل منازلكم فی جنته، ففرض علیكم الحج و العمرة، و اقام الصلاة، و ایتاء الزكاة، و الصوم و الولایة، و جعل لكم بابا تستفتحون به أبواب الفرائض و مفتاحاً الی سبیله، لولا محمد و الأوصیاء من ولده لكنتم حیاری كالبهائم، لا تعرفون فرضاً من الفرائض، و هل یدخل مدینة الا من بابها، فلما من علیكم باقامة الأولیاء بعد نبیكم قال الله فی كتابه )الیوم أكملت لكم دینكم و أتممت علیكم نعمتی و رضیت لكم الاسلام دینا( ففرض علیكم لأولیائه حقوقاً أمركم بأدائها لیحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم



[ صفحه 288]



و مآكلكم و مشاربكم. قال الله: )قل لآ أسئلكم علیه أجراً الا المودة فی القربی( و اعلموا أن من یبخل فانما یبخل عن نفسه و الله الغنی و أنتم الفقراء لا اله الا هو. و لقد طالت المخاطبة فیما هو لكم و علیكم، ولولا ما یحب الله من تمام النعمة من الله علیكم لما رأیتم لی خطا، و لا سمعتم منی حرفاً، من بعد مضی الماضی و أنتم فی غفلة مما الیه معادكم، و من بعد اقامتی لكم ابراهیم بن عبدة، و كتابی الذی حمله الیكم محمد بن موسی النیسابوری، والله المستعان علی كل حال، و ایاكم أن تفرطوا فی جنب الله فتكونوا من الخاسرین، فبعداً و سحقاً لمن رغب عن طاعة الله، و لم یقبل مواعظ أولیائه، فقد أمركم الله بطاعته و طاعة رسوله و طاعة أولی الأمر.

رحم الله ضعفكم و غفلتكم، و صبركم علی أمركم، فما أغر الانسان بربه الكریم، ولو فهمت الصم الصلاب بعض ما هو فی هذا الكتاب لتصدعت قلقاً، و خوفاً من خشیة الله، و رجوعاً الی طاعة الله، اعملوا ما شئتم فسیری الله عملكم و رسوله و المؤمنون، ثم تردون الی عالم الغیب و الشهادة فینبئكم بما كنتم تعملون و الحمد لله رب العالمین، و صلی الله علی محمد و آله أجمعین« [1] .


[1] بحارالانوار 17 / 208. تحف العقول 360.